لاحظت منذ فترة ليست بالقصيرة ، و ذلك أثناء متابعتي لإرسال قناة النادي الأهلي ، تركيز الكثير من واجهاتها - أبواقها- على تكرار لفظة "الحياد". لم أستوعب مغزى ما يبغون بهذا سوى بعد برهة قد تطاولت ، وفي ذلك لي عذرٌ ، فأنا كأي زملكاوي ، لا أتابعها إلا لماماً.
المفترض دائماً أن يكون الإعلام متحيزاً لجهة ما ، و إلا فإنه بذلك يصير خالياً من الرسالة. و إنه إن خلى من الرسالة ، فلا بد و أن يستفيق المتلقي - و إن بعدت الشُقّة - على نفسه و قد تحول لمسخ مشوه يصارع ظلّه بحثاً عن اتجاه ، بعدما صار الكل مساوياً للواحد ، في مفارقة تبين مدى "الحياد".
و لكون الإعلام الرياضي أقل ضروب الإعلام من ناحية الطبقات التحريرية ، فيجوز القول بأنه الأكثر جاذبية للمشاهد الطامع في رسالة مقبولة ، تعينه في مسالك حياته المختلفة المتشعبة ، و المتضاربة في كثير من الآونة. أما و الحال على ما قد رأينا و نرى و سنرى ، فلا يصح أن نظل كمشاهدين في موقف سلبي ، بل إن المأمول هو مزيد من الدسامة و الكثير من التحيز المشوب بالروح الرياضية ، بعيداً عن الثقافة المشبوهة التي يسمونها "العقلانية".