Translate

الاثنين، 12 فبراير 2007

عن الحاجة لفعل شيئ ما



لا أستطيع تخيل ما أريد قوله.. حاولت مراراً أن أرتب ما أريد قوله منذ الأمس و لكن أفكاري تأبى أن أرتبها!! و لذلك قررت أن أترك العنان لأصابعي و أن أثق بها على سبيل التغيير , قاطعاً على نفسي عهداً أن أنشر هذا " البوست" مهماً بدا لي سخيفاً أو رديئاً......

أريد أن "أبعبع" .مطلب غريب؟ مطلب عادي؟ لا أعلم...جبال محاطة بتلال قد بنيت فوق هضاب, هذه هي الأشياء التي على صدري حالياً. و لعمري -لا أحد يستخدمها الآن فقررت أن!- هذا وضع مؤلم. الاحساس بالعجز احساس مؤلم أيضاً و لكن ما قد يهونه قليلاً أنني قد فعلت كل ما بوسعي , أو هكذا أظن!

أبدو غامضاً أو غير مفهوم. أليس كذلك؟ في الواقع هذا آخر ما أنتويه. و لكنني لم أكتب عن نفسي منذ زمن - أو فلنقل دهر- طويل , حتى أنني أجد صعوبة في التعرف على تلك الكينونة التي من المفترض أنها تمثلني. يبدو أنني قد فقدت العلاقة بيني و بين روحي.

J'ai besoin de moi!

ان قلت بالعربية "انني احتاجني" لاتهمت بالخبال , و ربما لن يكون هذا اتهاماً جائراً....!!

بالفعل أنا احتاجني و لكن لا أجدني ... أذكر وقتاً بعيداً عندما كنت أنا معي.. كان وقتاً ذهبياً و لكنه قد مضى منذ سنين طويلة و مع انقضائه فقدتني.........و الآن لا أدري ماذا قد أفعل لكي أستردني, و لكن أستطيع تخمين أنه لن يكون سهلاً أبداً

الثلاثاء، 6 فبراير 2007

عادل رصيف و عبد السلام شجرة




كنت ذاهباً لأقابل صديق ما , مستقلاً مشروع أو ميكروباص كما يطلق عليه البعض. كان من المشاريع الصغيرة التي يطلق عليها مصطلح "تناية" , و رغم مقتي الشديد للوضع السرديني , غير الآدمي لمستقلي هذا النوع من المشاريع , الا انه لم يكن أمامي بديل آخر لأن المشاريع العادية تختفي في أوقات الذروة لتعمل على خطوط الكورنيش , تاركة الساحة خالية أمام "التنايات". المهم أنني كنت جالساً خلف السائق في وضع مريح نسبياً حيث لم تكن بجانبي أي من كرات الشحم التي تتظاهر بأنها كائنات حية.

كان الوقت ظهراً , و الصمت هو سيد الموقف و على خلاف العادة كان السائق في أواخر الخمسين من عمره ان صدق تخميني و له لحية غير متدينة, انتم تعرفون تلك اللحية التي يتعمد صاحبها تحديدها لكي يقول أنه ليس من الناس اياهم ذوو الذفون العنترية.كان يجلس بجوار السائق رجل في الستين من عمره على أقل تقدير و لكن ما لفت نظري اليه أن شعره الأشيب كان مصففاً -أو فلنقل منعكشاً- بسكل يشابه ما قد يكون اسحاق نيوتن قد فعل منذ عدة قرون. و عندما مر المشروع بجوار كلية الهندسة- كان مشروع المحطة - دار الحوار التالي:

السائق:(للا أحد في الواقع) لا حول و لا قوة الا بالله.. ده ما سابش حتة الا أما خلّع رصفانها...( فترة صمت لمدة نصف دقيقة تقريباً) ده أنا كنت معدّي في شارع (... لم أستطع سماع اسم الشارع لأن أحد الأوغاد قد ضرب "كلاكس" عنيف) في المندرة من كام يوم .. و الشارع فيه جزيرة واسعة و مليانة شجر

(و هنا يقرر الرجل الجالس بجانب السائق أن يشارك في الحوار و سنسميه نيوتن اختصاراً)
نيوتن: أينعم ده شارع مشهور

السائق : الراجل ابن الذين عمال يخلّع في الشجر اللي فيه.. تخيل؟

نيوتن : (مصدوماً) ياه و ليه كده؟

السائق: آل ايه عشان يحطوا بلاط ..!

(نيوتن يهز رأسه غير مصدقاً و يتمتم بضع كلمات غير مسموعة)

السائق:(و قد بدأ يتحمس للحوار) يخلّع الشجر من جدوره...؟ لا حول و لا قوة الا بالله.. يخلّع الشجر...!

نيوتن : ما هي دي بركات المحافظ الجديد.

السائق : هو كل اما ييجي واحد لازم يعمل لنفسه منظر... عندك حق يا أستاذ...

نيوتن : أهو احنا كنا بنقول على اللي قبله " عبد السلام شجرة" اكمنه كان عمال على بطال بيزرع شجر ... لكن و الله كتر خيره , انما الجديد ده شكله كده " عادل رصيف" !

(هنا يضحك أغلب راكبي المشروع متبادلين نظرات خبيثة منتشية بالجو التآمري الذي قد طغى على الحوار)

السائق:أي والله عندك حق يا أستاذ.. عادل رصيف! (يبدو عليه امارات الاستمتاع بتلك التسمية) .. عبد السلام شجرة و عادل رصيف...!! فعلاً .. عبد السلام شجرة و عادل رصيف...!!

نيوتن: أيوة ما هو "زرغطي ياللّي مانتيش غرمانة"(أظن أنه كان يقصد "زغرطي"!) هم دافعين حاجة من جيوبهم... الواحد من دول عايز يبان و خلاص

السائق: ما هو لو فيه رقابة بجد .. انما كله بيظبط بعضه!

نيوتن: شغل حكومة برضه يا أستاذ! مال سايب و التهليب على ودنه....

السائق: (و قد بدأ يشعر بالقلق من التجاه الذي بدأ يتخذه الحوار) ماحدش بقى بيراعي ربنا اليومين دول...( يشغل الكاسيت معلناً نهاية الحوار)

نيوتن:(رافضاً انهاء الحوار بهذه السهولة) ماهو احنا لو زي أي بلد محترمة , المحافظين فيها بالانتخاب ما كانش كل واحد يقعد يعمل ما بداله زي الّلي حاصل دلوقتي...

السائق: (و قد فقد الرغبة في الحوار) تمام يا أستاذ..

نيوتن:( و قد لاحظ انفعالات السائق) هو احنا كده يا مصريين ... نخاف ساعة الجد!

ينظر اليه السائق بطرف عينه و كأنه يقول " ايه الّلي بتقوله ده أنت عايز تودينا في داهية" و لكن نيوتن يشيح بوجهه بعيداً ليتابع مجموعة من العمال وهي تقوم بتكسير أحد الأرصفة ليتم استبدال بلاطها ببلاط جديد من ماركة "عادل رصيف"



هذه حكاية حقيقية